زيلينسكي: دعونا نجعل عام 2025 عام أوكرانيا، سنبذل قصارى جهدنا لإنهاء الحرب

تعهد الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي في خطاب نشرته وكالة أسوشيتد برس بمناسبة رأس السنة الجديدة، بأنه سيقود البلاد في حربه ضد روسيا لمدة ثمانية أشهر قادمة ليس على "الجبهة"، بل وعلى "طاولة التفاوض".
وقال في خطاب نُشر الجمعة: "في كل يوم من أيام العام المُقبل سنُنافس لصالح أوكرانيا التي يجب أن تكون قوية بما فيه الكفاية. لأن أوكرانيا التي تتمتع بمثل هذه القوة يمكن أن تحظى بالإحترام وسماع صوتها. ليس فقط على الجبهة، بل على طاولة المفاوضات".
ووفقا لتحليل قام به مكتب وكالة فرانس برس في موسكو للبيانات المتعلقة بالصراع، فقد صَمَّدت روسيا سبعة أضعاف الأراضي الأوكرانية التي تم استيلاؤها عليها في عام 2024، مقارنة بعام 2023. وتأتي جهود أوكرانيا الحربية عام 2025 في ظل مخاوف من فقدان دعم الولايات المتحدة العسكري والسياسي إذا ما أصبح دونالد ترامب رئيساً مرة أخرى هذا العام.
وقال زيلينسكي في خطابه الذي بثه بي بي سي مباشرةً: "دعونا نجعل عام 2025 عامنا. الأوكراني. لكوننا ندرك بوضوح أن أحداً لن يمنّ علينا بالاعتراف بالسيادة أو السلام هديةً. ولكن، سنفعل ما بوسعنا لوقف روسيا ووقف الحرب".
وقد صرح ترامب سابقاً بأن الحرب سوف تنتهي خلال "24 ساعة" بعد توليه مقاليد الحكم ويؤمن المحللون أن ذلك يعني أن أوكرانيا يجب أن تعطي المزيد من الأراضي لروسيا مقابل السلام.
وقال زيلينسكي خلال الخطاب الذي بثته بي بي سي مباشرة: "لا أشك في أن الرئيس الأمريكي الجديد يتوق وقادراً على تحقيق ذلك - السلام وإنهاء عدوان بوتين".
فيما لم يشر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الحرب في أوكرانيا بطريقة مباشرة في خطابه بمناسبة العام الجديد، والذي جاء طويلاً وتم إلقاؤه في 31 ديسمبر. لكنه أشاد بـ "شجاعة وصبر" الروس من جنود.
ومؤخراً في 29 ديسمبر بالتوقيت المحلي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده "غير مرتاحة" للعروض التي قدمها فريق ترامب فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في أوكرانيا. وقال لافروف في مقابلة مع وكالة أنباء تاس: "لن نتفق أيضاً على إرجاء المواعيد النهائية لعضوية أوكرانيا المتوقعة في الناتو إلى ما لا نهاية ... ولن نتفق على نشر قوة للحفاظ على السلام من أوروبا في أوكرانيا".
وأضاف لافروف أن مقترحي فريق ترامب، تم طرحهما كخيارات محتملة في "اتفاق طويل الأمد" مع روسيا. ويأتي تعليق لافروف في نفس الأسبوع الذي أقر فيه الرئيس فلوديمير زيلينسكي لوكالة أنباء كيودو اليابانية بأن أوكرانيا لا تستطيع استعادة السيطرة على الأراضي المحتلة من قبل روسيا "قوةً ما" في وقت قريب.
ويأتي تعليق لافروف أحدث ما ورد عن روسيا في أشهر من المماحكات بشأن صفقة وقف إطلاق النار المحتملة مع الرئيس ترامب في فترة رئاسته الثانية، بما في ذلك رؤى بوتين في مؤتمر صحفي في أواخر شهر ديسمبر، عن "إشارات إيجابية" تأتي من أمريكا، فإن روسيا ستكون "مستعدة للعودة إلى المحادثات لتحقيق السلام في أوكرانيا". وقال Kremlin في أوائل ديسمبر إنه قدّم للولايات المتحدة "اقتراحاً محدداً لوقف الصراع في أوكرانيا على أساس القانون الدولي".
ومع ذلك، كان لافروف واضحاً فيما يتعلق بشروط روسيا لعملية سلام.
وقال لافروف: "يمكن تحقيق مثل هذه العلاقات السلمية (مع أوكرانيا) فقط على أساس اتفاقات وأجسام قانونية موثوقة وملزمة قانونياً"، وأضاف أن هذا سيعمل فقط إذا تناول الصفقة مشكلات أساسية في العلاقات تسببت في النزاع.
ثم أعاد لافروف التأكيد على الموقف "المعروف جيداً" لروسيا حول كيفية "إنهاء الاعتداء على الأراضي"، والذي "حدد الرئيس لبلادنا". من المرجح أن يشير ذكر لافروف إلى خطة ال和平 five-point التي قال بوتين إنه يجب أن تكون جزءاً من أي خطة سلام، والتي تشمل التزام أوكرانيا بعدم الانضمام إلى "الناتو" وعدم نشر سلاح أجنبي في أراضيها وتعهد روسيا بضمان الأمن لتلك الحالة المحايدة. وقال بوتين أيضاً إن روسيا ستطالب "ضمانات متقابلة" من الناتو مقابل ذلك.
ولكن مثل هذه الخطة من الصعب تطبيقها، على الرغم من رؤية زيلينسكي المستميتة، والدعم الذي أعطاه لها ترامب، بأن أوكرانيا ستوقع على صفقة سلام فقط كدولة ذات سيادة دون وضع الحياد. كما أكد قادة أوكرانيا أيضاً رفضهم تقديم أي تنازلات عن الأراضي.
ولم ينتهِ لافروف بعد. في المقابلة التي دامت ساعة ألقى لافروف أيضاً لوماً على نشر حلف شمال الأطلسي (الناتو) العسكري على الحدود الروسية، في رد لاذع إلى حد ما على إعلان توسع حلف شمال الأطلسي مؤخراً. أعلن حلف الناتو في أوائل ديسمبر أنه وافق مبدئياً على التوسع عام 2023، مضيفاً أعضاء جُدد كجزء من سياسة "باب مفتوح" حلف الناتو، دون أن يسمي أية مرشحين محتملين. وأكد قادة حلف الناتو في أوائل الشهر الجاري أن فنلندا ستكون المُرشِحة الأولى للانضمام للحلف إذا ما أرادت ذلك.
وقال لافروف، حسب ترجمة من NBC News: "إن مثل هذه التجارب الخطيرة قد أوقعت بالفعل، كما تعلم، في تصعيد المواجهة المسلحة بين روسيا وأوكرانيا".
وأضاف لافروف في حديثه عن إعلان توسع الناتو أن ذلك "يدل على أنه لم يكن ولم سيكون هناك" توقف على "خط استئناف المرحلة التالية من العدوان العسكري الإستراتيجي لحلف شمال الأطلسي ضد روسيا".
وقالت روسيا في أوائل الشهر الجاري إنها ستقوم بالرد على النشر الجديد من خلال نشر قواتها الخاصة، دون تحديد ما يعني ذلك بالضبط. وقال لافروف إنه لن يعلق على هذه المشاريع.